تقدم المكتبات الآن في عصر التطورات التكنولوجية أفضل الطرق لإضافة قيمة لخدماتها لجذب المستفيدين إليها ؛ وذلك في ظل هيمنة التكنولوجية على سلوكيات المستفيدين مستخدمين الهواتف المحمولة في الحصول على المعلومات، وبذلك أتيحت للمكتبات أن تتنافس في توفير خدمات ذات قيمة مضافة وذلك من خلال منح المستخدمين خدماتهم المتوقعة في وقت قياسي، إضافة إلى مفاجأتهم ببعض الوظائف والدعم والميزات الإيجابية غير المتوقعة. كما تعني الخدمات المضافة أيضا للبعض فيما يتعلق بالأموال التي يدفعها المستخدم نتيجة الخدمة التي يحصل عليها، وهو راضي وراغب في العودة مرة أخرى للخدمة ؛ لذا فتوافر الذكاء التنافسي في توفير الخدمات ذات القيمة المضافة هو شرط مسبق وحاسم لتحقيق وتقديم خدمات قيمة في المكتبات ومراكز المعلومات.
يعرف الذكاء التنافسي Competitive Intelligence (CI) بأنه العملية التي تقوم من خلالها المؤسسة بجمع وتنظيم وتحليل وتوزيع المعلومات ضمن أُطر أخلاقية وقانونية تخص البيئتين الداخلية والخارجية وتحليلها ومعالجتها بما يساعد على اتخاذ قرارات كفيلة لتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة. ويمثل النهج التنافسي في المكتبات بأنه القدرة على طلب المعلومات من المكتبات النظيرة والاستفادة من المعلومات لتقديم خدمات عالية الجودة وتكون في وضع أفضل من غيرها. فيعتبر الذكاء التنافسي حول العملاء أكثر أهمية، تليها التكنولوجيا المنافسة؛ لأن المكتبات التي تظل قادرة على المنافسة في القرن الحادي والعشرين يجب أن تعرف عملائها ومنافسيها بالتكنولوجيا؛ حتى تكون لها ميزة التنافس، ويمكن تحقيق خدمات مضافة من خلال توافر بعض النقاط التالية وأبرزها:
- القيمة المضافة من خلال موظفي المكتبة
تتحدد جودة الخدمات ذات القيمة المضافة من خلال مؤهلات وخبرات موظفو المكتبة التي سيقدمونها للمستخدمين؛ حيث تبدأ الخدمات ذات القيمة المضافة في المكتبات من حيث اختيار الموظف المناسب الذي يفهم ما ينطوي عليه من تقديم الخدمة في بيئة الأعمال التنافسية للقرن الحادي والعشرين. ومع ظهور أدوات التخزين والاسترجاع المحسنة بالتكنولوجيا والتي يعتمد عليها المستخدمين في البحث والرد على استفساراتهم مستخدما في ذلك اللغة الطبيعية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ والذي يؤدي بالتبعية إلى تخطي المجتمع على دور أخصائي المكتبات كمصدر للمعلومات؛ ومن هنا يقع على كاهل أخصائي المكتبات والمعلومات كيفية العمل كوسيط فعال في العصر الرقمي، فقد يحتاج المكتبيون اليوم إلى تقييم الاحتياجات المعلوماتية ورغبات المجتمع بشكل استباقي، وتوسيع الخدمات المرجعية وتطوير المنتجات الإعلامية لاستباق تلك المطالب المحددة. وقد لاحظنا خلال الآونة الأخيرة من تطوير تلك المنتجات والخدمات التي تطبق من خلال التكنولوجيا. لتشمل على سبيل المثال: الويبليوجرافية الموضوعية، ومستودع الكائنات التعليمية، وتقنية RSS والمعروفة باسم خلاصات المواقع أو ملقمات RSS، إلخ.
- القيمة المضافة من المعالجة الفنية لموارد المعلومات
تمثل آلية الاسترجاع المخصصة للمكتبة من الخدمات ذات القيمة المضافة للمستخدمين والتي تنعكس من خلال سلسلة من الأنشطة المقدمة في معالجة موارد المعلومات مثل طرق الفهرسة والتصنيف والاستخلاص والتكشيف التي تعتمدها المكتبة في استرجاع المعلومات. ويجب على المكتبات التي ترغب في أن تكون على رأس منافسيها أن تتبنى أفضل الممارسات مثل الاتجاهات الحالية في العمليات الفنية؛ حيث يعد استخدام قواعد وصف وإتاحة المصادر (RDA) مثالاً على خدمات القيمة المضافة لمستخدمي المكتبة؛ فقد أسست هذه القواعد لصالح المستفيد النهائي وابتعدت عن الغموض وذلك من خلال عدم استخدام المختصرات في كثير من المصطلحات، كما توفر الدقة في البحث وإعطاء قدرة المستفيد من التحديد الدقيق لمطابقة نتائج البحث وفق متطلباته، كما تظهر التسجيلات التي تحتوي على البيانات ذات الصلة والمهمة للمستخدمين وبالتالي تكون قيمة مضافة للخدمات التي تقدمها المكتبة لمستفيدها. فقواعد RDA تعتمد المبادئ والنماذج والمعايير المعمول بها دوليًا والتي سيكون لها بالتأكيد مردود إيجابي على خدمات المكتبة.
- القيمة المضافة من خلال نشر المعلومات
في ظل بيئة الأعمال التنافسية التي تعمل بها المكتبات ومراكز المعلومات اليوم، يجب بذل محاولات مدروسة لنشر المعلومات بشكل احترافي وسهل حتى يستمتع مستخدمو المكتبة بخدمات ذات قيمة مضافة. ويجب أن تستفيد المكتبات التي تريد المنافسة بشكل فعال من التقنيات لنشر المعلومات لدى المستخدمين حتى توفر المميزات التنافسية، فمثلا يمكن أن تكون (الخدمة المرجعية) قائمة على تكنولوجيا المعلومات؛ بحيث يمكن أن تقدم الخدمة المرجعية من خلال وسائط الشبكة الاجتماعية الخاصة بالمكتبة، إضافة إلى ضرورة أن يكون لدى المكتبات التي يجب أن تضيف قيمة لخدماتها فهارس متاحة ويمكن الوصول إليها في أي وقت وفي أي مكان من خلال الفهرس المتاح على الخط المباشر (OPAC) كمثال على هذه الفهارس . إضافة إلى توافر المكتبة فهرسها على تطبيقات الهواتف الذكية والذي يمكّن المستخدمين من الوصول إلى المكتبة دون عوائق وهذا يكون بالتوازي مع توافر الفهرس الرقمي الذي يمكن المستخدمين من الاستمتاع بالوصول السهل والمريح إلى مجموعة واسعة من خدمات وموارد المكتبة عبر الإنترنت. وهذا النوع من الابتكار يمكّن المكتبات من التفوق على منافسيها.
المصادر
1- ذكاء تنافسي. استرجعت 7/8/2020 من https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1_%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D9%8A
2- The Human Side of Reference and Information Services in Academic Libraries / edited Lesley Farmer. -Oxford : Chandos publishing, 2007 .
3- Jerome, Idiegbeyan-ose; Nkiko, Christopher; and Ifeakachuku, Osinulu, "Value-added Service to Academic Library Users in 21st Century: Using Competitive Intelligence Approach" (2017). Library Philosophy and Practice (e-journal). https://digitalcommons.unl.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=4509&context=libphilprac
Commentaires
لبا
sfdsfs